کد مطلب:99492 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117

نامه 069-به حارث همدانی











[صفحه 42]

الشرح: (الحارث الاعور و نسبه) هو الحارث الاعور صاحب امیرالمومنین (ع)، و هو الحارث بن عبدالله بن كعب بن اسد بن نخله بن حرث بن سبع بن صعب بن معاویه الهمدانی، كان احد الفقهاء، له قول فی الفتیا، و كان صاحب علی (ع)، و الیه تنسب الشیعه الخطاب الذی خاطبه به فی قوله (ع): یا حار همدان من یمت یرنی من مومن او منافق قبلا و هی ابیات مشهوره قد ذكرناها فیما تقدم. (نبذ من الاقوال الحكیمه) و قد اشتمل هذا الفصل علی وصایا جلیله الموقع: منها قوله: (و تمسك بحبل القرآن)، جاء فی الخبر المرفوع لما ذكر الثقلین فقال: احدهما كتاب الله، حبل ممدود من السماء الی الارض طرف بید الله و طرف بایدیكم. و منها قوله: (انتصحه) ای عده ناصحا لك فیما امرك به و نهاك عنه. و منها قوله: (و احل حلاله و حرم حرامه)، ای احكم بین الناس فی الحلال و الحرام بما نص علیه القرآن. و منها قوله: (و صدق بما سلف من الحق) ای صدق بما تضمنه القرآن من ایام الله و مثلاته فی الامم السالفه لما عصوا و كذبوا. و منها قوله: (و اعتبر بما مضی من الدنیا لما بقی منها)، و فی المثل: اذا شئت ان تنظر الدنیا بعدك فانظرها بعد غیرك، و قال الشاعر: و ما نحن الا مثلهم

غیر اننا اقمنا قلیلا بعدهم ثم نرحل و یناسب قوله: (و آخرها لاحق باولها، و كلها حائل مفارق) قوله ایضا (ع) فی غیر هذا الفصل الماضی: (للمقیم عبره، و المیت للحی عظه، و لیس لامس عوده، و لا المرء من غد علی ثقه، الاول للاوسط رائد، و الاوسط للاخیر قائد، و كل بكل لاحق، و الكل للكل مفارق). و منها قوله: (و عظم اسم الله ان تذكره الا علی حق)، قال الله سبحانه: (و لاتجعلوا الله عرضه لایمانكم)، و قد نهی عن الحلف بالله فی الكذب و الصدق، اما فی احدهما فمحرم و اما فی الاخر فمكروه، و لذلك لایجوز ذكر اسمه تعالی فی لغو القول و الهزء و العبث. و منها قوله: (و اكثر ذكر الموت و ما بعد الموت)، جاء فی الخبر المرفوع: (اكثروا ذكر هاذم اللذات)، و ما بعد الموت: العقاب و الثواب فی القبر و فی الاخره. و منها قوله: (و لاتتمن الموت الا بشرط وثیق)، هذه كلمه شریفه عظیمه القدر، ای لاتتمن الموت الا و انت واثق من اعمالك الصالحه انها تودیك الی الجنه، و تنقذك من النار، و هذا هو معنی قوله تعالی للیهود: (ان زعمتم انكم اولیاء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقین و لایتمنونه ابدا بما قدمت ایدیهم و الله علیم بالظالمین). و منها قوله: (و احذر كل عم

ل یرضاه صاحبه لنفسه، و یكرهه لعامه المسلمین، و احذر كل عمل یعمل فی السر، و یستحیا منه فی العلانیه، و احذر كل عمل اذا سئل عنه صاحبه انكره و اعتذر منه)، و هذه الوصایا الثلاث متقاربه فی المعنی، و یشملها معنی قول الشاعر: لاتنه عن خلق و تاتی مثله عار علیك اذا فعلت عظیم و قال الله تعالی حاكیا عن نبی من انبیائه: (و ما ارید ان اخالفكم الی ما انهاكم عنه). و من كلام الجنید الصوفی: لیكن عملك من وراء سترك كعملك من وراء الزجاج الصافی. و فی المثل و هو منسوب الی علی (ع): ایاك و ما یعتذر منه. و منها قوله: (و لاتجعل عرضك غرضا لنبال القوم)، قال الشاعر: لاتستتر ابدا ما لاتقوم له و لاتهیجن من عریسه الاسدا ان الزنابیر ان حركتها سفها من كورها اوجعت من لسعها الجسدا و قال: مقاله السوء الی اهلها اسرع من منحدر سائل و من دعا الناس الی ذمه ذموه بالحق و بالباطل و منها قوله: (و لاتحدث الناس بكل ما سمعت، فكفی بذلك كذبا)، قد نهی ان یحدث الانسان بكل ما رای من العجائب فضلا عما سمع، لان الحدیث الغریب المعجب تسارع النفس الی تكذیبه، و الی ان تقوم الدلاله علی صدقه قد فرط من سوء الظن فیه ما فرط. و یقال: ان بعض العلویه قال فی ح

ضره عضد الدوله ببغداد: عندنا فی الكوفه نبق وزن كل نبقه مثقالان. فاستطرف الملك ذلك، و كاد یكذبه الحاضرون، فلما قام ذكر ذلك لابیه، فارسل حماما كان عنده فی الحال الی الكوفه یامر وكلائه بارسال مائه، حمامه فی رجلی كل واحده نبقتان من ذلك النبق، فجاء النبق فی بكره الغد و حمل الی عضد الدوله، فاستحسنه و صدقه حینئذ، ثم قال له: لعمری لقد صدقت، و لكن لاتحدث فیما بعد بكل ما رایت من الغرائب، فلیس كل وقت یتهیا لك ارسال الحمام. و كان یقال: الناس یكتبون احسن ما یسمعون، و یحفظون احسن ما یكتبون، و یتحدثون باحسن ما یحفظون، و الاصدق نوع تحت جنس الاحسن. و منها قوله: (و لاترد علی الناس كل ما حدثوك، فكفی بذلك جهلا)، من الجهل المبادره بانكار ما یسمعه، و قال ابن سینا فی آخر "الاشارات" ایاك ان یكون تكیسك و تبروك من العامه، هو ان تنبری منكرا لكل شی ء، فلذلك عجز و طیش، و لیس الخرق فی تكذیبك ما لم یستبن لك بعد جلیته دون الخرق فی تصدیقك بما لم تقم بین یدیك بینه، بل علیك الاعتصام بحبل التوقف و ان ازعجك استنكار ما یوعیه سمعك مما لم یبرهن علی استحالته لك، فالصواب ان تسرح امثال ذلك الی بقعه الامكان، ما لم یذدك عنها قائم البرهان. و منها قوله:

(و اكظم الغیظ) قد مدح الله تعالی ذلك فقال: (و الكاظمین الغیظ)، و روی ان عبدا لموسی بن جعفر (ع) قدم الیه صحفه فیها طعام حار، فعجل فصبها علی راسه و وجهه، فغضب، فقال له: (و الكاظمین الغیظ)، قال: قد كظمت، قال: (و العافین عن الناس) قال: قد عفوت، قال (و الله یحب المحسنین)، قال: انت حر لوجه الله، و قد نحلتك ضیعتی الفلانیه. و منها قوله: (و احلم عند الغضب)، هذه مناسبه الاولی، و قد تقدم منا قول كثیر فی الحلم و فضله، و كذلك القول فی قوله (ع): (و تجاوز عند القدره)، و كان یقال القدره تذهب الحفیظه. و منها قوله: (و اصفح مع الدوله تكن لك العاقبه)، هذه كانت شیمه رسول الله (ص)، و شیمه علی (ع)، اما شیمه رسول الله (ص) فظفر بمشركی مكه و عفا عنهم، كما سبق القول فیه فی عام الفتح، و اما علی (ع) فظفر باصحاب الجمل و قد شقوا عصا الاسلام علیه، و طعنوا فیه و فی خلافته، فعفا عنهم، مع علمه بانهم یفسدون علیه امره فیما بعد، و یصیرون الی معاویه، اما بانفسهم او بارائهم و مكتوباتهم، و هذا اعظم من الصفح عن اهل مكه، لان اهل مكه لم یبق لهم لما فتحت فئه یتحیزون الیها، و یفسدون الدین عندها. و منها قوله: (و استصلح كل نعمه انعمها الله علیك) معنی استص

لحها استدمها، لانه اذا استدامها فقد اصلحها، فان بقائها صلاح لها، و استدامتها بالشكر. و منها قوله: (و لاتضیعن نعمه من نعم الله عندك)، ای واس الناس منها، و احسن الیهم، و اجعل بعضها لنفسك و بعضها للصدقه و الایثار، فانك ان لم تفعل ذلك تكن قد اضعتها. و منها قوله: (و لیر علیك اثر النعمه) قد امر بان یظهر الانسان علی نفسه آثار نعمه الله علیه، و قال سبحانه: (و اما بنعمه ربك فحدث). و قال الرشید لجعفر: قم بنا لنمضی الی منزل الاصمعی، فمضیا الیه خفیه و معهما خادم معه الف دینار لیدفع ذلك الیه، فدخلا داره فوجدا كساء جرداء، و باریه سملاء، و حصیرا مقطوعا، و خباء قدیمه، و اباریق من خزف، و دواه من زجاج، و دفاتر علیها التراب و حیطانا مملوئه من نسج العناكب، فوجم الرشید، و ساله مسائل غشه لم تكن من غرضه، و انما قطع بها خجله، و قال الرشید لجعفر: الا تری الی نفس هذا المهین، قد بررناه باكثر من خمسین الف دینار و هذه حاله، لم تظهر علیه آثار نعمتنا! و الله لادفعت الیه شیئا، و خروج و لم یعطه.

[صفحه 48]

و منها قوله: (و اعلم ان افضل المومنین افضلهم تقدمه من نفسه و اهله و ماله)، ای افضلهم انفاقا فی البر و الخیر من ماله، و هی التقدمه، قال الله تعالی: (و ما تقدموا لانفسكم من خیر تجدوه)، فاما النفس و الاهل، فان تقدمتهما فی الجهاد، و قد تكون التقدمه فی النفس بان یشفع شفاعه حسنه او یحضر عند السلطان بكلام طیب، و ثناء حسن، و ان یصلح بین المتخاصمین، و نحو ذلك. و التقدمه فی الاهل ان یحج بولده و زوجته و یكلفهما المشاق فی طاعه الله، و ان یودب ولده ان اذنب، و ان یقیم علیه الحد، و نحو ذلك. و منها قوله: (و ما تقدم من خیر یبق لك زخره و ما توخره یكن لغیرك خیره)، و قد سبق مثل هذا، و ان ما یتركه الانسان بعده فقد حرم نفعه، و كانما كان یكدح لغیره، و ذلك من الشقاوه و قله التوفیق. و منها قوله: (و احذر صحابه من یفیل رایه) الصحابه بفتح الصاد، مصدر صحبت و الصحابه بالفتح ایضا جمع صاحب، و المراد هاهنا الاول، و فال رایه: فسد، و هذا المعنی قد تكرر، و قال طرفه: عن المرء لاتسال و سل عن قرینه فان القرین بالمقارن یقتدی و منها قوله: (و اسكن الامصار العظام)، قد قیل: لاتسكن الا فی مصر فیه سوق قائمه، و نهر جار، و طبیب حاذق، و سلطا

ن عادل، فاما منازل الغفله و الجفاء، فمثل قری السواد الصغار، فان اهلها لا نور فیهم، و لا ضوء علیهم، و انما هم كالدواب و الانعام، همهم الحرث و الفلاحه، و لایفقهون شیئا اصلا، فمجاورتهم تعمی القلب، و تظلم الحس، و اذا لم یجد الانسان من یعینه علی طاعه الله و علی تعلم العلم قصر فیهما. و منها قوله: (و اقصر رایك علی ما یعنیك)، كان یقال: من دخل فیما لایعنیه فاته ما یعنیه. و منها نهیه ایاه عن القعود فی الاسواق، قد جاء فی المثل: السوق محل الفسوق. و جاء فی الخبر المرفوع: (الاسواق مواطن ابلیس و جنده)، و ذلك لانها قلما تخلو عن الایمان الكاذبه، و البیوع الفاسده، و هی ایضا مجمع النساء المومسات، و فجار الرجال، و فیها اجتماع ارباب الاهواء و البدع، فلا یخلو ان یتجادل اثنان منهم فی المذاهب و النحل فیفضی الی الفتن. و منها قوله: (و انظر الی من فضلت علیه)، كان یقال: انظر الی من دونك، و لاتنظر الی من فوقك. و قد بین (ع) السر فیه فقال: ان ذلك من ابواب الشكر، و صدق (ع)، لانك اذا رایت جاهلا و انت عالم، او عالما و انت اعلم منه، او فقیرا و انت اغنی (منه)، او مبتلی بسقم و انت معافی عنه، كان ذلك باعثا و داعیا لك الی الشكر. و منها نهیه عن ال

سفر یوم الجمعه، ینبغی ان یكون هذا النهی عن السفر یوم الجمعه قبل الصلاه، و اما بعد الصلاه، فلا باس به، و استثنی فقال: الا فاصلا فی سبیل الله، ای شاخصا الی الجهاد. قال: (او فی امر تعذر به)، ای لضروره دعتك الی ذلك. و قد ورد نهی كثیر عن السفر یوم الجمعه قبل اداء الفرض، علی ان من الناس من كره ذلك بعد الصلاه ایضا، و هو قول شاذ. و منها قوله: (و اطع الله فی جمل امورك)، ای فی جملتها، و فیها كلها، و لیس یعنی فی جملتها دون تفاصیلها. قال: (فان طاعه الله فاضله علی غیرها)، و صدق (ع)، لانها توجب السعاده الدائمه، و الخلاص من الشقاء الدائم، و لاافضل مما یودی الی ذلك. و منها قوله: (و خادع نفسك فی العباده)، امره ان یتلطف بنفسه فی النوافل، و ان یخادعها و لایقهرها فتمل و تضجر و تترك، بل یاخذ عفوها، و یتوخی اوقات النشاط، و انشراح الصدر للعباده. قال فاما الفرائض فحكمها غیر هذا الحكم، علیك ان تقوم بها، كرهتها النفس او لم تكرهها. ثم امره ان یقوم بالفریضه فی وقتها، و لایوخرها عنه فتصیر قضاء. و منها قوله: (و ایاك ان ینزل بك المنون و انت آبق من ربك فی طلب الدنیا)، هذه وصیه شریفه جدا، جعل طالب الدنیا المعرض عن الله عند موته كالعبد الابق

یقدم به علی مولاه اسیرا مكتوفا ناكس الراس، فما ظنك به حینئذ!. و منها قوله: (و ایاك و مصاحبه الفساق، فان الشر بالشر ملحق)، یقول: ان الطباع ینزع بعضها الی بعض، فلا تصحبن الفساق فانه ینزع بك ما فیك من طبع الشر الی مساعدتهم علی الفسوق و المعصیه، و ما هو الا كالنار تقوی بالنار، فاذا لم تجاورها و تمازجها نار كانت الی الانطفاء و الحمود اقرب. و روی (ملحق) بكسر الحاء، و قد جاء ذلك فی الخبر النبوی (فان عذابك بالكفار ملحق) بالكسر. و منها قوله: (و احب احبائه)، قد جاء فی الخبر: (لایكمل ایمان امری ء حتی یحب من احب الله، و یبغض من ابغض الله). و منها قوله: (و احذر الغضب)، قد تقدم لنا كلام طویل فی الغضب و قال انسان للنبی (ص): اوصنی، قال: (لاتغضب)، فقال: زدنی، فقال: (لاتغضب)، قال: زدنی، قال: (لااجد لك مزیدا)، و انما جعله (ع) جندا عظیما من جنود ابلیس، لانه اصل الظلم و القتل و افساد كل امر صالح، و هو احدی القوتین المشئومتین اللتین لم یخلق اضر منهما علی الانسان، و هما منبع الشر: الغضب و الشهوه.


صفحه 42، 48.